محاميان.. شابان.. لا ينتميان لا إلى السلفية ولا إلى الإخوان ولا حتى إلى حزب الوسط ولا إلى الأزهر الشريف.. ولا يظهران على القنوات الفضائية، كما أنهما غير مرشحين لأى منصب سياسى لا دولى ولا محلى.. إلا أنهما يملكان مشاعر إسلامية فياضة.. وعز عليهما ما يحدث من مجازر للمسلمين فى "بورما"... على يد "البوذية فى بورما".
وكل ما أعرفه عن البوذية أنها عقيدة من عقائد الأرض كان لها تماثيل أبادها الأفغان فى أفغانستان فقامت الدنيا ولم تقعد، على الذين قتلوا التماثيل مع إنها مجرد تماثيل.. لم تنزف نقطة دم.. وإن كانت قد نزفت جبساً وجيراً وحجارة.. وأنا نفسى عتبت على المجاهدين يومئذ أن قاموا بقتل التماثيل لأنها أصلاً مقتولة مقتولة، وليس لها من يعبدها فى الأرض من أصحاب العقول.. إلا أن العالم الذى غضب لقتل التماثيل التى لا حياة فيها لم يغضب لقتل وإبادة أكثر من ثلاثين ألفاً من المسلمين فى "بورما".
وإذا كانت "بورما" هى بلدُُ صغير يقع بالقرب من "بنجلاديش" إلا أن جريمتها أكبر من حجم العالم كله وجريمتنا فى السكوت عليها أكبر من كل الجرائم..
إلا أن المحاميين الشابيين أقاما دعواهما ضد رئيس الجمهورية المصرى وضد وزير الخارجية المصرى أيضاً.. وضد صمت الشعب المصرى والإعلام المصرى.. والتيار الإسلامى المصرى والصمت الليبرالى المصرى.. والمجلس العسكرى المصرى.
وقالا فى دعواهما إن أكثر من مليون مسلم يتعرضون للذبح فى "بورما".. وقد عانوا طوال السنين الماضية من تعسف التشريعات فى "بورما" التى حرمت عليهم الإنجاب.
وعاملتهم كمواطنين من الدرجة العاشرة ثم ها هى التشريعات فى "بورما" تقوم بإبادتهم وترحيلهم من بلاد استمروا فيها لأكثر من مائة سنة.. ذلك أن الحكومة البوذية أصبحت ترفض إقامتهم لغير ما سبب..
والغريب أن الليبرالية الغربية تكون سعيدة جداً بمصادرة حق المسلمين فى الحياة أو قتلهم فى العراق أو أفغانستان أو الفلبين أو الهند أو نيجيريا لكنها تثور جداً من أجل الإله "بوذا" وتدافع عن حق أتباعه فى الصلاة وفى العبادة مع أن بوذا لا يمت بصلة قربى إلى بوش أو حتى إلى أوباما الذى حاول أن يضحك على ذقون المسلمين فى مصر، كما أن "بوذا" نفسه لا يعتبر من الآلهة القوية ذات النفوذ فى أمريكا فلا هو يملك مالاً ضخماً ولا يستطيع أن يتحالف مع الصهاينة فى احتلالهم لأرض فلسطين، كما أنه ليس ليبرالى الفكر.
ومن هنا فإننا نتعجب من الليبرالية الغربية التى دافعت عن حق المرأة الفرنسية فى التعرى ولكنها انتفضت غاضبة حينما ارتدت الفتاة الفرنسية مجرد "إيشارب" فوق رأسها وقام البرلمان الفرنسى والدنماركى والإنجليزى بإصدار التشريعات المتلاحقة ضد الإيشارب فكان ميزان الغرب ميزاناً مقلوباً يدافع عن "بوذا"، الذى كان مصاباً بأمراض الدنيا فى جسده بينما يحارب رب المسلمين وهو القادر على كل شىء.
وقد التقيت بواحد من الشابين اللذين أقاما الدعوى.. فلم أجد فى وجهه لحية طويلة ولا حتى قصيرة ولم أجده يجيد الحذلقة بالألفاظ، كما لم أجده أزهرياً يتحدث بالآية والحديث، ولكنى وجدته مصرياً.. غيوراً على الإسلام.. والمحاميان هما أحمد سمير الحمامصي، سالم مصطفى كامل.
المهم يا سادة أن المحاميين الشابيين طلبا غلق السفارة الخاصة بدولة "بورما"، والتى أصبح اسمها دولة "ماين مار" والتى يحكمها البوذيون..
ولأننى لا أعرف "بوذا" الكبير، وما إذا كان يملك سلطة عقاب البوذيين من عدمه إلا أنى على أى الأحوال أقول للحاكم البوذى فى "بورما"، إن كان يخاف من "بوذا الكبير":